غداً يا حبيبةَ قلبيْ
سَنُشرعُ أشرِعَةَ العاشِقينْ!
سَنَعبُرُ عبَّ البحارِ البعيدةِ حتَّى نَرى دَفَّةَ الغارقينْ!
أُناسٌ أتَوا قبلَنا ثُمَّ لمْ يقطَعوا البَحرَ إلا غَراماً بسيطاً
وأمَّا هَوانَا سَيَبقى الخلودَ الذي لا يَموتُ ولا يستكينْ!
ومنْ شُرفةٍ فُتِحَتْ في الخيالِ نُراقِبُ خَدَّ المَغيبِ
ينامُ على كَتِفِ الأفْقِ يَهدي التَثائبَ لليومِ يَأذَنُ لليلِ أنْ
يَستَحِمَّ بِنسرينِ عَينيكِ حتَّى تَنَامُ النَّوارِسُ فوقَ هُدوئِي
يُهَدهِدُها خَفقُنا وكفوفُ الكرى وانتِهاءُ الظُّنونْ!
مَرافِؤنا عَودةُ القلبِ مُنتَشيَ الحِلمِ يَرتَشِفُ الطَّلَّ منْ شَفَةِ الوردِ
يَمسَحُ أوجاعَنا منْ أجاجِ الجبينْ!
هوانا تُراثُ الحكايا التي سوفَ تأتِي
ومُستَقبَلُ الأمسِ ذاكَ الدَّفينْ!
هوانا غَمامٌ يَزُخُّ بوجدٍ يُعَطِّرُ أفئِدَةً بالأمَانِي
وبالحِسَّ والهَمسِ والشِّعرِ حتَّى يَذوبَ الحنينْ!
أقولُ وَمُنذُ التَفَتِّ إليَّ بعينيكِ أنِّي أحُبُّكِ حُبَّاً
سَمَى فوقَ أخيِلَةٍ منْ سُموقٍ وفاقَ المَدى واستَبَاحَ قرارَ السِّنينْ!
غداَ شذا فرحتي
سَوفَ نُخبِرُهمْ كيفَ أنَّ المَواعيدَ حُبْلى بِنَا والمَواقيتَ تَعبِقُها نَفَحَةُ اليَاسَمينْ!
غداً يا سويداءَ قلبيْ
سَنَغرِسُ غَرسَ الغَرامِ على دَربِنا لنُظَلِّلَ بالغيمِ كُلَّ الذينَ على دَربِنا سَائِرينْ!
يُحَلِّقُ منْ حولنَا الطَّيرُ نُطعِمُهُ منْ فتاتِ الكلامِ
رواياتِ عِشقٍ ومنْ كُوَّةِ الصَّمتِ يَنبَثُّ ضَوءَ الأمانِيْ
وَتُشرِقُ شَمسَ الوعودِ على رَوضةِ الحَالمينْ!
غداً يا حَبيبةَ روحي
سَأجلِبُ منْ روضَةِ البَوحِ ديوانَ شِعرٍ
أغازِلُ فيهِ جَمَالَ قوامِكِ والخَدَّ والوجنَتينِ وسِحرَ العيونْ!
وأُهديْ القصَائِدَ في آخرِ الليلِ للفجرِ في عينِ كُلِّ الصَّبايا
لتُشرِقَ تَحكي بنورِ فَرَادَةِ حُسنكِ للآخرين!
غداً يا حشاشةَ جَوفي
سَأُهديكِ بَدراً يُنيرُ خُطاكِ وشَمساً على مَتنِها النُّور عُمراً
وورداً يُشَاكِسَ صُبحَكِ حتَّى المساء
وعقداً عليهِ تعاويذ تَحميكِ منْ نَظرةِ الحَاسِدينْ!
غداً حِينَ يَعبِقُ بُنُّ المقاهِي بأنفاسِنا وتَذوبُ حِكايَتُنا في ارتِشافِ الكلامِ
ويَعزِفُنا العَازِفُ الكهلُ دَندَنَةً للهيامِ على شَفَةِ السَّاهِرينْ!
غَدَاً
يا حَبيبةَ نَبْضِيْ
غَدَاً