وأخذتُ أنظرُ في الطريق و كاد يغلبني البكاء كنا هنا بالأمس وكان الحبُ يحملنا بعيداً في السماء ما أتعسَ الدنيا إذا إحترقت فيها زهور العمرِ في ليلِ الجفاء ... الآن أبحثُ عنكَ في كل الوجوه و كأني طفلٌ على الأحزانِ يوماً عودوه و كأني شيخٌ يموتُ و بالأماني كبلّوه و كأني طيرٌ بلا عش و عاشَ ليصلبوه ووقفتُ أنظرُ في الطريق أترى أراكَ على رحيلك تعبر .. وراءَ ظلّك تلهثُ الأحلام ... و على جبينك بسمةُ الأيام و غُفرانُ السنين ... ووقفتُ أنظر في الطريق طفل و عاشقة.. و كهل شاخَ حزنآ في الدروب ودماء أحلام يثور أنينها بين القلوب..
وهناك شيخ في الطريق يطوفُ تحمله الذنوب...و صغيرةٌ تحمل كتاباً لتلحق بالغروب ...و الوقتُ كالضيفِ الثقيل يسير مُكتئب القَدَم.. واليأسُ يحملُني و يلقيني بقايا للألم ...تُرى سيرجعُ مثلما قال على همسِ الغروب ... الشمس تسترها السماء و خلفها يبكي الضياء على الرحيل...والليل من خلف الضياء يُطل في خبثٍ على وجهِ النَخيل... و الوقتُ كالسجّان يقطّعني و يتركني على أملٍ عليل ... هل سيعود في همسِ الغروب ؟... قلبي يزوغُ مع المغيب ... ما أطولَ الأحزانَ لو عادت لتعصف بالقلوب...الليلُ يظهرُ من بعيدٍ و يطولُ خلفه رداءه وكأنه حزنٌ يطارد يوم عيد ... وأتى يداعبني و قال رجعتِ تحزنين من جديد الدربُ أصبح خالياً ... وأنا لا زلتُ أحدقُ في الطريق لا شيء غيرَ الصمت كل الناس يلقيها طريقٌ في طريق و بقيت وحدي أرقبُ الخطوات .
تسألُني متى قلبي يفيق لا أدري لكن ما زال قلبي ينظُر في الطريق.
****************************************************************