أن ألقي قصيد من كتاباتي أمام أحدهم ....
أو أن يقرأها بنفسه .... ليس بالأمر السهل ... لعدة عوامل ....
إذ تتحكم في هذا التلقي طبيعة ُ القارئ أو السامع ... وثقافته ... وحالته النفسية
عند قراءة القصيدة من سعادة أو حزن .... ومن تركيز أو تشتت ... ومن حالات
لاتعد ....لأن كل حالة من هذه الحالات الكثيره .... تصبغ القراءة بصبغة ما ....
أو تطفي عليها طابعآ ذا سمات ٍ معينه ... أو توجهها في مسار خاص ....
فأحيانآ يكون التلقي عملية شائكة .... وتختلف من شخص لآخر ....
بناء ً على ذلك تأويل النص المقروء .... ولاسيما النص الشعري ....
بسبب كثافته ووفرة دلالاته ....
وأحيانآ تختلف طبيعة التلقي عند شخص واحد ... لو أعاد قراءة النص نفسه
وذلك حسب حالته ... فيرى في النص ما لم يره من قبل ....
وأن يفهم منه في ظرف ما ... ما لم يفهمه في ظرف آخر ...
فعملية استقبال النص الشعري ... عملية معقدة ... ويأتي في إطار هذا التعقيد
كذلك شكل التلقي نفسه ... أهو سماع ٌ أم قراءة ...
إذا كان قراءة .... فما نوع الورق والحبر والخط الذي قرئ النص عليه ...
وإذا كان سماعآ ... فما نوع الصوت الذي قدم النص به ....
فاستقبال النص منطوقآ بصوت ذي سمات معينه هو غير استقباله مقروءآ
منقوشآ على ورق وحبر.... وخط ٍ ذي سمات معينة أيضآ ....
ومن هنا ألفت عناية المتلقي إلى أن كل ماذكرته آنفآ هي عوامل خارجيه
لادخل لها بالقصيدة أو بالموضوع المكتوب ....
إن النص هو شيء عقلي مستقل عنها ....
وله كينونته الخاصة .... فالنص لادخل له ...
وإنما يعتمد التلقي على نشاط القارئ العقلي أو النفسي وحده ............