للصدق درب واحد ..........

في دواخلنا ينام طائر وديع إسمه الوله .. على ناصية القلب يتلو ضحكة الزمن المنسي بين ضلوع الوقت .. وذات احتياج يتنادى .. يذكرنا .. وما نسينا تفاصيله المورقة فينا .. كأننا بالهوى حين ينمو

ويكبر يقتات على صبرنا عطش يترامى بوعي من فرط اشتياق !

نكون أسرى اللحظات المورقة الوارفة .. الصادقة فينا كأيام عصية على التحوّل .

ولما يفيق في القلوب احتراق .. تتسلل الأشياء من حولنا .. مارة كنصل يفزز الذكرى .. لتبكي على أطراف المقل ذكريات مضت ولا طريق عدا الألم .. وأيام خلت ولا وسيلة إلاّ الصبر !

تلك الأيام كانت للإنسان فيها صورة جميلة لا تتكرر .. ومواعيد للصدق لا تقبل التزييف أو التشويه .

فالصدق أقرب الطرق وأقصرها للوصول إلى الأرواح أيّا" كان شكلها .. أو طريقة تقبّلها طوفان المشاعر النابت فينا كشجر ثابت فرعه في نماء .

الصدق لا يقبل القسمة على شيئ .. هو مجرد من كل انسياق وراء أية قيمة أخرى .

لذا حين يكون للهوى مكان الصدارة .. يكون للحب انعتاق من الإنسياق وراء المغريات السلبية .

إن القلوب التي تشربت بماء المحبة نامت قريرة الخفق .. مطمئنة إلى أن الأيام لا تؤثر في المرء الصادق مع نفسه .. الوفي مع الآخر .. وقيل :

( صديق صدوق صادق العهد أبدا") !

إن أجمل صداقاتنا ما أرتقت بنا .. وسمت .. وإن أغلى أحبابنا من أخذ بأيدينا إلى العلا .. وإلى الطريق القويم الذاهب بنا نحو النور .. وأروع الصداقات تلك التي تعيش فينا كرفقة عصية على النسيان أو

التحول والتبدل .. تكون قريبة جدا" منا .. من تفاصيلنا الخاصة .. من أرواحنا التي حين اختارت الرفقة صيّرتها الأقرب حتى غدت بك نفسا" يغدو ويروح في ثقة ..

أو ليس الصدق فاتحة البقاء ؟؟!!

في هذا الزمان كثيرا" ما تفشل العلاقات الإنسانية وتذوي كأنما أصابها الجفاف .. واجتاحتها العتمة .. وأصابها التصحر .. كما يصيب أرجاء واسعة من أراضي هذه الأرض .. مثلها مثل القلوب

الجافة .. تلك التي لا تحب .. ولا تضحي .. ولا تقتنع بالوفاء قيمة للحياة .. ومكسبا" إنسانيا" عظيما".. لا يتوافر لدى الكثيرين من حولنا .

لذا ..

حافظ على نبضك الخاص !

صدقك العالي !

صديقك الأرحب .. واجعله قرة العين !

إننا في هذا الزمان اشد حاجة إلى الرؤية الأعمق .. التي أظن أنها هي ..

الصديق الأصدق !!