mo00on_light
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الكتابة بحر لاقاع له ....الكتابة عمق لانهاية له ...
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سأرفعك ..........

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رنــyollaــدة
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد الرسائل : 45
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

سأرفعك .......... Empty
مُساهمةموضوع: سأرفعك ..........   سأرفعك .......... Emptyالأحد سبتمبر 14, 2008 2:52 pm



في هذا اليوم سأضرب إحتجاجا" على ظروفي السيئة بسبب غيابك المتعمد عني .

اليوم ستجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة وستتبنى قرارا" بتغيير إسم هذا اليوم .. إلى اليوم العالمي للبحث عن رجلي .

سأحضر الإجتماع .. وأقف على منبر الجمعية .. وسألقي كلمة تظلّمي .. ولن أبكي لإنني متفائلة برؤيتك .

سأقول للعالم :

لقد سلبت قلبي وروحي وأعصابي .. وتركت سفينتي تتأرجح بين أمواج الشوق المتلاطمة .. تتقاذفها الأسئلة وتسيطر على دفتها الحيرة .!

أعطيته حقوقي وأهديته حقوقي عن طيب خاطر .. ولم يعطني حق رؤيته !

وهبته أيامي وفكري وشعري .. ولم يعطني حق سماع صوته !

تخيّلته وتشهّيته في كثير من الرجال .. ولم يكلف نفسه التفكير في الوجود في مكان من الأماكن التي أرتادها !

أفرطت في تفاؤلي وفي النظر والإستفسار !

أشعلت اصابعي له لأنير ليله وقلبه وعمره .. ولم يتكرم عليّ بمجرد بسمة خاطفة !

في كل ليلة أسهر حتى الفجر بجوار الهاتف .. على أمل أن أسمع صوته .. وبين دقيقة ودقيقة أتفقد هاتفي .. فلربما نسيته على الصامت !

أحيانا" اشك في أن هاتفي لا يعمل .. فآخذه في اليوم التالي إلى الوكيل .. فيطمئنني بأنه في أفضل حال !

وأحيانا" أخرج في الليل حين يخيّم الصمت وتغرق المدينة في نومها .. وأجوب البلاد مارة على مناطقه وأحيائه منطقة منطقة .. وحيّا" حيّا".. وأقول في نفسي لعله يسكن هنا .. أو هنا .. أو هناك !

لعل تلك الغرفة المضيئة غرفته .. لعل قلبه أخبره إنني أجوب البلاد ليلا" .. فأراد أن يعطيني إشارة بأنه ما زال صاحيا".. وأن هذه الغرفة هي الغرفة التي أبحث عنها !

أحيانا" أحدّق وأدقق في الغرف المضاءة .. لعلني أستشف لون الغرفة .. لأن غرفته لا بد أن تكون بنفسجية .

احب اللون البنفسجي الفاتح .. أحبه في غرفة النوم .. إبتداء من طلاء الجدران .. وإنتهاء بمفرش السرير والستائر والمخدات .

هذه الغرفة غرفته .. لا ليست هذه .. بل تلك .. وأظل ألفّ طيلة الليل حتى يقترب موعد أذان الفجر .. فأقول لم أجده اليوم .. ولكنني بالتأكيد سأجده غدا".

ويأتي الغد وبعد الغد .. والأسبوع والشهر والسنة .. وكل شيئ يأتي .. وهو فقط الذي لا يأتي !

أيها الحضور الكريم أعضاء الجمعية : هل تعلمون من هو حبيبي الغائب الحاضر ؟

سأكرر الإجابة : إنه رجلا".. مزاجه مرح وطبعه رقيق .. رومانسي كالحرير .. وواضح كالشمس .. وصريح كالآذان .. ومتفهم كاللمّاحين المتزنين .. ولبق كالقصيدة الموزونة .. وعادل كالميزان .. ومدهش كالحكمة .. ودافئ كالشوق .. وعاشق كالبحر .. ومتزن كالجبل .. ورقيق كالنسمة .

أراه في تفتح الورود .. وفي بشارة المطر .. وفي إقبال الفكرة .. وفي تبتّل الأمل .. وفي استشهاد المؤمن .. وفي رقصة الخيل .. وفي حنين العود .. وفي إمتداد البيداء .. وفي تقلّب الأمواج .. وفي سواد الليل .. وأراه يمد من الكمبيوتر يده ليلقّنني الكلمات ويربت على كتفي ثم ينسحب .. تاركا" طيفه الذي يسكنني منذ ميلادي .. وأراه ينام بعدي ليطمئن على قلبي .. ليتفقد عقلي بعد المنام .

وأراه يتسلل إلى أعصابي فتهدأ .. وإلى أحلامي فتثور .. وإلى أشعاري فتتمرد .. وإلى هواجسي فتنفر كالظباء الجائعة .. ويتسلل إلى مهابة الوجد فينكسر الحياء !

كلما سلّطت عليه إنتباهي تتناثر الأرض من بين اصابعي .. وتسقط تيجانها ويسقط سلاطينها وأمراؤها وحكماؤها وشعراؤها !

تتناثر من بين اصابعي ممالك وعصور وزلازل وأعاصير !

ويبقى طيفه شاهدا" على أمر .. ما كنت لأبلغه لولاه .

ماذا يعني ان استبدل الأرض بأرض أخرى تحمل اسمه ؟

ماذا يعني أن أتوج نفسي مأمورة بأمر جلالته وسلطانه ؟

وماذا يعني أن أشق الكون على ملامح مملكته ؟

إنه ملكي في كل الأزمنة والأمكنة .. وإني أطلب منه في هذا اليوم أن يصب مواسمه على رأسي ويحفر في ضلوعي خارطة اللقاء .. وأن يضعني وردة تحت وسادته .. وأن يأخذني كالفجر .. ويلتف بأشعة روحي .. وأن يلفني بالبرق وبالطوفان .. فهما أرحم بي من نفسي .. وأن يناديني .. حبيبتي .. فلست أرضى منزلة أقل من تلك .. وأن يسميني المتوهجة باسم الحب ..!

حبيبي .. سأرفعك من خصرك .. وأضمك في فضائي .. فأنتظرني هناك !!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سأرفعك ..........
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
mo00on_light :: القسم الادبي :: القصة والخاطرة-
انتقل الى: