ماذا تغير لو عاد بك الزمانُ إلى الوراء ....
تخيل أن أمامك إمكانية العودة إلى البداية ...
هناك حيث تملك القدرة على تسطير حياتك ...
و رسم خطِ مستقبلك من جديد ...
تخيل أن تعود بضع سنوات ٍ إلى الوراء ...
حين كنت تقف وراء بابِ المستقبل الذي تعيشه الآن ...
بغصة ٍ و رغبة ٍ في تغيير ولو واحد ٍ على عشرة من حاضرك ...
فسأل نفسك ماذا تُغير... فهناك أسئلة ٌ كبيرة ٌ و كثيرة ...
رأيي هنا ...
أن الحياة َ كطريق ٍ له وجهة ٌ واحدة لا منعطفاتَ فيها ...
فلا مجال لتغيير خياراتنا في منتصف الطريق ...
لإننا لن نجد إشارة َ المرور التي ستسمح لوجهتنا بتعديل هدفها ...
فالحلم الذي كان يملِكنا سرعانَ ما تحول إلى أنقاضِ ماض ٍ تركناه ...
فالخياراتُ الصحيحة يجب أن نختارها و نحن في أوج ِ الحلم ...
في بداية ِ الشباب نندفع ...
الأمنية صعبة ٌ في حياة ٍ مسرعة ٍ...
لا تعطينا الفرصة لمراجعة ِ حسابات الأمس ...
فكيف حسابُ سنوات ٍ طويلة ...
لكننا كنا في وقت ٍ...
كان يجب ُ أن نختارَ َبوصلة ًمناسبة للعالم الذي نريد شق َطريقنا إليه من باب ِعريض...
إن الواقعَ يتحول ُ إلى صخرة ٍ ثقيلة ٍ...
لا يمكن إزاحتها إلا بمعجزة ...
فبعد مرور الأيام تنفذ قراراتنا من بين أصابعنا...
لإن القرارات لم تعد فردية ً ...
فهناك َأناس ٌآخرون يشاركوننا حياتنا ومستقبلنا ...
فالقفز من وراء أسوارِ العمر...
لا يوصلنا في النهايةِ إلا إلى طريقِ ِ الندامة ِعلى ما فاتنا بملء إرادتنا ...
فالحلمُ صارَ في صفحاتِ كتاب ٍ مغلق...
لكنه موجودٌ على رف حياتنا نتأمله أحياناً ...
فنشعر بغصة ٍ ونحن نتخيل كيف كانت ستمضي الأمور لو أكملنا الطريق إلى نهايته...
فهل يجب أن نتأثر و نندم على السنوات التي أنفقناها من عمرنا ...
قهر ٌ حقيقي ٌ على قراراتنا الخاطئة ...
أم هو عدم تطابق التوقع مع الواقع ...
فهذا يسبب الإحباطَ النفسي و المعنوي ...
فتصغر الدنيا في عيوننا بعد أن كانت أكبر من حجم نظراتنا ...
الوقت و كيفية ُ التعاطي معه سلباً أم إيجابا...
ً يتحول ُ في مرحلة ٍ من عمرنا ...بداية ً أم نهاية ...
لا يمكن استرجاعه مهما حاولنا ...
فنحن نقف ونتسآل ماذا أنجزنا حتى الآن ...
نشعر بالندم على ما فاتنا ونحن ننتظرُ حدوثَ المعجزة ...
فعودة الإنسان إلى الوراء خطوةُ لا وجود لها ..و إنه المستحيل بعينه...
********************************************************