لا شيئ يشبهك !

أقلب صفحات الحكاية..
اقرؤها بتمعن..أنغمس في طقوسها وتفاصيلها.. أحاور شخوصها وأبطالها..أتوقف عند صفحاتها الأخيرة.. أعيد قراءتها مرّات ومرّات.. أسافر في عهدك.
فأكتشف .. أن لاشيئ في حكايتي يشبهك أنت.!

اقلب أحاسيس القلب..
استحضر وجوها" مرّت بهذا القلب.. أفتش بين أكوام الأحاسيس المختلفة.. أزيل الغبار عن مشاعر كانت مشتعلة في القلب يوما.. أنادي شوقا" كان متأججا" ذات حكاية فلا ألمح سوى حنيني إليك.. ولا يجيبني سوى شوقي لعينيك.
فاكتشف.. أن لاشيئ في قلبي يشبهك أنت.!

أقلب زوايا الذاكرة..
استحضر الوجوه والزمان والمكان.. أسكب ماء الذكرى على أحداث جفت.. أسقي أغصان لحظات ذبلت.. أتذكر اناسا" جاءوا ليرحلوا.. وآخرين رحلوا ليعودوا.. أستنشق عطر بقاياهم.. وأختنق بغبار غيابهم.
فأكتشف.. أن لاشيئ في ذاكرتي يشبهك أنت.!

أقلب أكوام همومي..
أعبث بهموم أنطفأت منذ زمن.. أضيئها كالمصابيح.. أعيدها إلى الإشتعال وأنقّب بين أحزان القلب عن أحزان أدمتني.. وأحزان سرقتني.. مني.. وأخرى شوهت زوايا الفرح بي.
فأكتشف.. أن لاشيئ في همومي يشبهك أنت.!

أقلب سويعات الأيام..
فأصافح ساعة تذوقت بها الفرح.. وساعة أحتسيت بها كأس المرار.. وساعة منحتني الأحلام.. وساعة سلبتني الأماني.. وساعة راقصتها فوق محطات الحلم.. وساعة راقصتني في محطات الألم.
فأكتشف.. أن لاشيئ في أيامي يشبهك أنت.!

أقلب صناديق الأحلام..
اصافح حلما" عاش في خيالي.. وأقبّل وجنة حلم نما كالجنين في دمي.. وأمسح جبين حلم يتكئ في داخلي على عصاه كالشيخ المسن.. وأمد يدي إلى حلم يستند إلى جدار القلب كالمهزوم.. وأجمع شتات حلم مبعثر بجنون.. وأعاود الطيران مع حلم أعتدت الطيران فوق جناحيه إليك.
فأكتشف.. أن لاشيئ في أحلامي يشبهك أنت.!

أقلب دفاتر العمر..
اقرأ عناوين الأيام.. وأترجم حروف الليالي.. وأفسر طلاسم الحزن.. وأبرّر غياب الفرح.. وأرسم صورتك فوق الغلاف.. وأضع أسمك عنوانا" للعمر الجميل.. وأقرؤك قبل النوم حكاية.. وأقرؤك بعد النوم حلما".
فأكتشف.. أن لاشيئ في عمري يشبهك أنت.!

لن أسألك: لماذا لا يشبهك شيئ؟
وحدي أملك الإجابة
ربما.. لأني وحدي أعلم من أمر وجودك بي.. ما لا يعلمه سواي..!