أذا أردتم أن تقرأ كتاباتكم فاعتمدوا العربية .....
دخلت عالم النت لأشهر كتاباتي .... تصفحت أناسه ... فبعضهم كان كله فراغات ....
وبعضهم الآخر كان فراغ بلا إتزان ....
وقلة قليلة يهمهم أمر الشعر ....
وأغلبية أولئك الفارغين يتكلم الإنكليزية... ولا أدري حقيقة سبب تعمدهم اعتمادها ....
وبعضهم لم يتقنها أصلآ.... وكأنه يتكلم بالشفرة ....
هل فقدوا مقدرتهم على التحدث بلغتهم العربية بشكل كامل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وماهي الوسيلة لمخاطبتهم ؟؟؟؟؟
فانتابني حزن داخلي .... أنا لاأحزن على ما أكتب ... فكتاباتي ليست لهم أصلآ...
لكنه الحزن على الشعراء .... وكم سيعانون الأزمات في المستقبل ...
فهل سيلجأ الشعراء يومآ لترجمة قصائدهم لتصل لكل الناس ؟؟؟؟؟؟؟
لكن السؤال الكبير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو ترجمة تلك القصائد هل ستصل إلى عمق المعنى المقصود فيها ؟؟؟؟
وستجد القصيدة نفسها في مأزق حقيقي .......
وستجد نفسها واقعة في ورطة كبيره لا يحمد عقباها ........
ولن تجد من يقرأها ...... هذه ليست نظرة تشاؤمية ... وإنما هي قراءة في واقع القصيدة ...
والسؤال الأصعب هنا ....... من يقرأ مايكتب ؟؟؟؟؟
أن القراءة علم جميل مفيد وممتع .... لكن في زماننا بات مفقودآ ....
لم يعد للقراءة مكان في عالم هذا الجيل ... فالقراءة تعاني من الانغلاق ... ونحن في عصر العلم .
فإذا هجرنا القراءة سيحل الجهل والتخلف لا محالة .... فالأكثرية يرفض القراءة...
لغتنا هي حضارتنا ... والسباحة في أعماقها متعته وفائده ...
فإذا لم تجد في نفسك ملكة الكتابة .... فقرأ ....
وبعد كل هذا قررت الاحتفاظ بما كتبت وبما سأكتب ولن ألقي بكلماتي إلا بين يدي أناس يقدرون الكلمة ويحترمونها ... ويعطون الشعر حقه ...
لأن الكتابة التي لاتقرأ ..... أو لاتسمع ... كالنهار بلا شمس .....
وأهم أسباب انتشار القصيدة هي المحافظة على اللغة العربية واحترامها ...
وصوتها الداخلي.... ولهجتها وعنوانها ....
والإحساسات المنبعثة من صوائتها .....
من دون أن يضطر القارئ لتفسير مفرداتها .....
فلغتنا العربية تمكن الشاعر من التوغل في دلالات حروفها لإبتداع كلمة تعبر عن الأحساسات دفعة واحد ....
ولا يمكن لأي لغة أخرى أن تجعل الكلمات تعزف نغمآ كالنغم الذي تعزفه لغتنا العربية
لما في اللغات الأخرى من أنزياحات لغوية وقواعدية غير ثابته .......
وختاما ً.... لا ننسى أن لغتنا الأم هي العربية التي صانها أعظم المعجزات الخالدة
ألا وهو ( القرآن الكريم )
فقد حول الحروف العربية الصوتية الجامدة إلى ريشة تنبع من رأسها الأصباغ والألوان لتحيل بدورها المعاني المعتادة إلى صور يتأملها الخيال ويدركها الشعور وتكاد العين أن تستوعبها قبل أن يستوعبها العقل ....
فتأملوا معي قوله تعالى....
بسم الله الرحمن الرحيم
( أأنتم أشدُ خلقا ً أم السماءُ بناها ** رفعَ سمكها فسواها ** و أغطشَ ليلها وأخرجَ ضحاها
والأرضَ بعد ذلك دحاها ** أخرجَ منها مائها ومرعاها** والجبالَ أرساها **متاعاً لكم ولأنعامكم ** )
هل يمكن لأي لغة مهما كانت أن توصل لأذهاننا ما أوصلته هذه الكلمات العربية فضلآ عن قداستها ....
مون لايت...............