محاضرة عن" أمرأة من خريفها تزهر

قدمتها الاديبه اكتمال سمعان في المركز الثقافي في صافيتا

محاضرة عن" أمرأة من خريفها تزهر
ما بين القلق و القلق أستهل حديثي عن مجموعه شعريه فيها من عذب الكلام ما يكفي 000و من الصور اللا متناهيه ما يزيد 000و من الشاعريه ما يدل على ان الشعر حاله روحيه بحته و خطاب من الروح الى الروح بعد توقف في محطات القلب
بين يديّ الآن مجموعه شعريه بطبعه أنيقه منسجمه مع محتواها تحمل عنوان "أمرأه من خريفها تزهر " للشاعر الشاب علي نفنوف 0
علي نفنوف 000شاعر حساس 00يشعر بما يقول 000فيقول بما يشعر 00 ومما قاله جمعته الاوراق و احتضنته بغلاف مزين بأمرأته الخريفيه التي لا ينظر اليها الا من باب الانسانيه الواسع 0
قبل الدخول الى عوالم هذه المجموعه دعونا نتوقف قليلا عند رأي الروائيه عائده الخالده في هذه المجموعه : " قصيدة الشاعر علي نفنوف هي قصيدة نثر تعتمد على جمل قصيره تنساب كلماتها بسلاسه و عذوبه رقراقه كماء صاف لجدول ينساب بين صخور جبليه و تتراقص حروفها رشيقه كعلامات موسيقيه في سنفونيه للحب و الجمال و الربيع 0
انها مجموعة قصائد غنيه بالصور تمد لك جناحيها كفراشات ملونة لتطير معها من الغلاف الى الغلاف 000فتنقلك الى عالم سحري تتعانق اشجاره و تتفتح ازهاره و تنفجر ينابيعه تحت قدميك 00عالم سحري تحكمه امرأه هي محبوبة الشاعر التي تغتسل في ضوء القمر "
أما صحيفة البعث فكتبت تحت عنوان أمرأة من خريفها تزهر و شعر من ربيعه يزهر 000ان الشاعر علي نفنوف يقدم أنبثاقات موهبته في اشراقتها الاولى محاولا اقتحام المشهد الشعري على مستوى الوطن بعد مشاركات عده و تضيف البعث ان قصائد نفنوف طويله في معظمها مبتعدا عن نمط الومضه الشعريه الذي يسلكه بعض شعراء الجيل الجديد على غرار قصاصو القصه القصيره جدا و هي خلاصة تجاربه الحياتيه و تداعياته النفسيه فموضوعاته متنوعه منها الوجداني – الوطني – المناجاة – الوصف و هو بذلك يجاري اقرانه الشباب في سعيهم لخلق حالة التباس بالمعنى من خلال التلاعب باللغه و الانزياحات لاحداث حالة ارباك لدى المتلقي الى ان ختمت البعث مقالها بالعباره التاليه ان الشاعر علي نفنوف حاله شعريه جديده جديره بالقراءه و الاهتمام و لا شك ستجد طريقها الى النور "
أجل اعزائي الحضور هذا هو شاعرنا الذي نحن نقرأ الان في مجموعته و نتحاور عنها هذا الشاعر الذي يرى المرأة بفلسفة تميزه عن سواه0
يقولون " المرأة شر " و هو ايضا يقول هكذا لكن بمعناها اللغوي الصحيح الذي يقول ان الشر يعني البذار و الخصب " شر الماء : أي رشها " و شر البذار أي بذرها في ارض خصبه لتنمو و تنتج و تنجب و ها هو ذا ينادي محبوبته الخريفية التي تزهر وتنبت وتعطي 00 تماما كما الاشجار ما تتعرى من خريفها الا لتغتسل وتعود الى الحضور متوجة بالزهر والثمر والعطر00 انثاه التي يتوقف الزمن بلحظة عندها فيقول :
لهديل الموت امرأة
من وجعها00 اخذ فمي استدارته
تخبيء انوثتها في صمت
كيلا تطالها اصابع السنين 0
وها هي تلك المرأة التي يتقطر الجمر من ليلتها الخمريه 00 تقف على ضفتها وشاعرنا يقف على ضفته الموسومة بالهدوء يناجيها بقصيدته التي اخذت المجموعه العنوان منها " امرأة من خريفها تزهر " 00 دعونا الان نقرأ ما كتبه عنها ونستوضح ما يقصد والى ما يصبو :
هي شجرة
على ضفة الدهر تمد ساقيها
لقاع من لجين
تلوح لغيمة في الغسق
تستنشق بخورها
ان تبارك عشقها
تفاحة 00 تدحرج اللذة على منحدر الفصول
ايلولها00عسل وبرتقال
وتشرينها 00 حمام واغنية
سقط من جيبها المزمار
********
لو لاحظنا هذه الشاعرية المحفوفة بأنوثة تلك المرأة التي هي مصدر الخصب والعطاء 00 هي شجرة من جمال وحياة وبتالي استمرار0
على ضفة الدهر باقيه كبقاء الكون يمنحها الخلود لانها رمز العطاء و عندما ينزلها الى الاسفل فلا تنزل عنده الا على اللجين الملتمع كأغنيات الفجر اما تفاحته و التي ينهمر بعدها السؤال متقمصا بألف سؤال و سؤال 0
أهي حاجه ام فاكهة ام لذة ام غواية الاساطير ام ماذا و ماذا و لو و قفت بلحظة لترى رؤاه الحالمه التي يموسق بها عطاءات تلك الانثى المخملية العشق والاحلام :
قالت احبك
فسقطت قامتي
كسقوط المكان في زمن الهروب
ورمى الخريف في النهر مشيبه
وصلاتنا
وزنزانة يأسه
وازهر000لوز000وخبز00وانثاي

والآن اعزائي الحضور تعالو معي نترافق سوية بين حنايا اشعاره ومدلولاتها الفلسفيه ومعناها ونتعرف على انثاه التي تغتسل من ضوء الشمس في قصيدته "السقوط"

السقوط


انطفأ المدى
من نومِ الصمتِ المديد
هي الأصابعُ
تحترقُ في فوضاها
ترنو
إلى الفصولِ عاريةً
خلف الغمام
***
لا مرأةٍ
تغتسلُ من ضوءِ الشمس
تَضعُ القُبل
في سلتِها… وتمضي
بينما العصافيرُ
تخبئ بقايا عشقِها
خلف ألوانِ القمر
الأشجارُ المتخمةُ بالضوء
تلوحُ للريحِ
أن تبتعدَ قليلاً
عن صورتي الغارقة
في مرآةِ السنين
***
من أتون الرغبة
في اغتصاب الروح
للجسد
أقبلت
كرشفةِ خمرٍ
أغمضَتْ عينيها
من انبهارِ الكؤوسِ
وراحتْ تسكبُ صهيلَها
في حفيفِ الليل
حتى ذاب ذاك الجمرُ
في ثغرِ الرمادِ
***
بينما كنتُ أحاولُ
أن أُقبّلَ حبيبتي
سقطَ جدارٌ
وسمعتُ قهقهاتِ العصافيرِ
وهيَ تركُلُ زرقةَ السماء
يالحسرةِ فمي
لم يتممْ بعد صلاتهِ
تحت ارتعاش حلمةٍ

من نرجسيتها
سقطَ فمي
تحت سرمديةِ الزبدِ.

ومن قصيدة من اجل ان تأتي الى قصيدته عشق طفولي تتخلل المجموعه أطياف من العناوين منها 00 الفراق شقيق الحب – سمكة من جمر – نوم القصيدة –
قررت ان اغني – هيا ادنو مني – لا تذبلي – ايتام بلا لقاء – الى ان يصل لعنوانه العريض و القريب الى قلبه حيث الوطن و الام 0
كان بوده ان يصف حنان الام بدلا من رحيلها و لانه يؤمن بالقدر الذي يطارد احلامه فقد قرر ان يصف حزن المعموره المكلل بالسواد كحزنه لان الام حاجة الدنيا كلها :
الضوء متعب يرفع ثوب الليل المخمور بالسواد
فيما ظلام
ظلام 000 يعم شوارع النفس
بتسارع 000 يطارد نجمة
تجوب عتبات الندى
بترقب يشبه في رتابته الغزلان
و في مهرجان اغتيال وردة
ازداد الحشد000 تصوفا
هم يعرفون بداية الماء و الطين
دمع
و نهايته دمع
و ما بينهما دموع
بقي ان نشير ان هذه المجموعه تقع في (105) صفحات من القطع المتوسط و صادره عن دار قرطاج للطباعه و النشر بطرطوس

احسااس رائع في ماكتبتي

سلمت اناملك


وعسى الله يحفظك



تقبلي مروري